-
قام شيماء السعيد توفيق بتحديث النشر منذ 16 hours, 16 minutes
في اليوم العالمي للغة العربية، لا نحتفي بحروفٍ تُنطق، بل بروحٍ حيّةٍ سكنت التاريخ وشكّلت الوجدان.
إنها لغةٌ إذا نطقتْ أبانت، وإذا كتبتْ أدهشت، وإذا حضرتْ ارتقى بها الفكر واتّسع الأفق.
حملت العربية الوحي فازدانت بالقداسة، وحملت العلم فأنجبت الحضارة، وحملت الشعر فخلّدته جمالًا لا يشيخ.
هي لغة الدقّة حين يُراد البيان، ولغة السعة حين يتشعّب المعنى، ولغة العذوبة حين يُطلب الجمال.
في حروفها موسيقى، وفي تراكيبها حكمة، وفي معاجمها ذاكرة أمة لا تعرف الانقطاع.
رغم ما يعصف بها من تحديات العصر وسرعة التحوّل، ما زالت قادرة على التجدّد دون أن تفقد أصلها.
فالعربية لا تعادي الحداثة، بل تنتظر من يخاطبها بعلم، ويُحييها بوعي، ويقدّمها بثقة.
إن الدفاع عنها ليس تعصّبًا، بل وعي بالهوية وصونٌ لجوهر الثقافة.
وحين نُحسن تعليمها ونُجيد استخدامها، نمنح الأجيال مفتاح الفهم وعمق الانتماء.
وفي يومها العالمي، نجدد الإيمان بأن العربية باقية، ما بقي الفكر، وما بقي للإنسان شغف بالكلمة والمعنى دامت صاحبة الجلالة في ألق.